درب الزلق
12-28-2011 03:13
(أبو فهد) من جيل عاش مرحلة انتقالية مميزة شهدتها مجتمعاتنا الخليجية ...قبل الطفرة.
ولد قبل الطفرة النفطية ... و تعلم خلالهاو تنعم بها ... و ربى أولاده بعد ركود مياهها.
يقوده الحنين إلى الماضي ... للبحث في بقايا حياة بسيطة تكاد تنقرض ... و مفردات شعبية لا يفهمها إلا أقرانه!!!
يجد ضالته غالباً في (درب الزلق) حيث صباه و وجوه صبية كانوا معه فيهم (سعد) و (حسينوه) و (مرعوب)!!
بسواليفه المجدولة بضحكاته ... تسمع حكايات الأحياء القديمة ... من الجلسة في العاير ... و نومه فوق السطح ... و هموم دراسة لم يبقى منها سوى أسماء الأذكياء و الأشقياء في صفوف طلابها يمثلون الإدارة المتوسطة من الوظائف في حاضرنا.
نزل ذات يوم من سيارته الفارهة ... بيده (سيكار) يكاد يكون إصبعاً سادساً في يده ... و (سبحة) فاخرة ... دلف إلى (مول) تجاري حديث ...
و في إحدى زوايا مقهى أوروبي جلس مع أصدقائه من (درب الزلق) – أقصد من جيله - !!!
جاذبية و لهفة للماضي و حديث عنه و حنين لذكرياته ساقتهم إلى لفظ قائمة المقهى بالامتعاض ... و كأن رائحة (الحميسة) في أحد الأسواق الشعبية تسللت إلى أنوفهم ... وسط (مول) يحكمه الأمن و التكييف ...
لكن رائحة الماضي أخرجتهم منه إلى حيث جلسة شعبية فيها خبز التنور و الحميسة و شاي يحكم لونه قربه و بعده عن الجمر المتوهج في ليلة صيفية حرارتها تجاوزت الثلاثين مع أن الساعة عدّت العاشرة!!!
أكلوا الحميسة ... و غمسوا الخبز بشاي لا مثيل لنكهته ... و تجولوا في الأسواق القديمة مشياً على الأرجل كما يوم كانت الأقدام مواصلاتهم!!!
(أبا فهد) لم يشعل السيكار بعد العشاء كالمعتاد و تمنى لو حوله (خوص) نخلة ... ليتنقش بها مثلما (نكش) ماضيه بحميسة أعادت له الحماس و لرفاقه في البحث عن رحلة للماضي لا تكلف أكثر من خلع رداء الحاضر و الغوص في بحر الماضي الجميل.
الأثنين: 13/5/1426
الموافق: 30/6/2005
|
خدمات المحتوى
|
|
|
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 mohammed-al-amr.com - All rights reserved
Design By
Marvksa.com |